المهلكات الكبرى
المهلكات الكبرى
رقم الطبع :
الطبعة الأولى
مكان الطباعة :
بيروت-لبنان
سنة النشر :
1426
عدد المجلدات :
1
(0 الأصوات)
(0 الأصوات)
المهلكات الكبرى
أن الغضب شعلة نار اقتبست من نار الله الموقدة، إلا أنها لا تطلع إلا علم الأفئدة، وإنها لمكنونة في طيّ الفؤاد كاستكنان الجمر تحت الرماد، ويستخرجها الكبر الدفين من قلب كل جبار عنيد، كما يستخرج الحجر النار من الحديد.
وقد انكشف للناظرين بنور اليقين أن الإنسان ينزع منه عرق إلى الشيطان، فمن استفزته نار الغضب، فقد قويت فيه قرابة الشيطان حيث قال: "خلقتني من نار وخلقته من طين". فمن شأن الطين السكون والوقار، وشأن النار التلظي والاستعار والحركة والاضطراب والاصطهار. ومنه قوله تعالى: "يصهر به، ما في بطونهم والجلود".
ومن نتائج الغضب، الحقد والحسد وبهما هلك من هلك، وفسد من فسد. مغيظها مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا كان الحقد والحسد والغضب مما يسوق العبد إلى مواطن الهلكة، فما أحوجه إلى معرفة مواطن هلكته، ومساويه، لحذرها ويتقيها ويميطها عن القلب إن كانت موجودة فيه، ويعالجها بأن يلح في قلبه ويداويه، فإن من لا يعرف الشر يقع فيه، ومن عرفه فالمعرفة لا يكفيه، ما لم يعرف الطريق الذي به يدفع الشر ويقصيه.
وفي هذا الكتاب ذكر للغضب ولآفات الحقد والحسد، وبيان لذم الغضب، ثم بيان ذم الغضب، ثم بيان حقيقة الغضب ودرجاته، ثم بيان أن الغضب هل يمكن إزالة أصله بالرياضة أم لا، ثم بيان الأسباب المهيجة للغضب، ثم بيان علاج الغضب بعد هيجانه، ثم بيان فضيلة كظم الغيظ، ثم بيان فضيلة الحلم، ثم بيان القدر الذي يجوز الانتصار والتشفي به من الكلام، ثم القول في معنى الحقد ونتائجه، وفضيلة العفو والرفق، ثم القول في ذم الحسد، وفي حقيقته وأسبابه ومعالجته، وغاية الواجب في إزالته، ثم بيان السبب في كثرة الحسد بين الأمثال والأقران، والأخوة وبني الأعمام والأقارب وتأكده، وقلته في غيرهم وضعفه، ثم بيان الدواء الذي به ينفي مرض الحسد عن القلب، ثم بيان القدر الواجب في نفي الحسد عن القلب.
كما وفي هذا الكتاب حديث عن آفة الحسد وحكمها، وأسبابها... كما وفيه تعريف عن آفة الجاه، معناها وحقيقتها والعلاج منها، أما آفة الرياء والكر والعجب والغرور، فقد أفرد لكل منهم فصل خاص حيث تم التحدث عن تعريف كل آفة وأقسامها، وحكمها في الإسلام وأسبابها، وأخيراً العلاج الإسلامي للقضاء على هذه الآفة.